بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم.السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لايمكنه ردها .
ومعرفته أن اشتغال فكرةفيهامن باب العبث والمحال ،وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله،مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته .
فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وأمال وآلام،وأنها بيد العزيز الحكيم،ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها.
ويعلم العبد انه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره، واتكل على ربه في إصلاحه،واطمأن إليه في ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله ، وزال همه وقلقه.
ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به:
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ،وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر ) رواه مسلم .